لعبة صامتة غيّرت طريقة تفكيري🎾

ممارسة رياضة التنس بالنسبة لي عمرها ما كانت لي مجرد رياضة، كانت سبب مباشر في رفع تركيزي وانتباهي بشكل ما توقعته

ضربة البداية: تأثيرها الذهني عليك أكبر مما تظن

ابتداء من تجهيزك للضربة، توقعك لمكان الكرة القادمة، تحضيرك للضربة، اختيارك لطريقة الضربة، قوة الضربة، طريقة قفل اليد، مكان لعب الكرة بملعب الخصم، مراقبة تمركز الخصم، تخطيطك للحركة التالية، تحركك بعد الضربة وعودتك للوضعية الطبيعية بسرعة..

كل هذا خلال ثانية واحدة، ربما أقل احيانًا

أي تشتت بسيط = غالبًا تخسر النقطة وتدخل في دوامة ذهنية مزعجة -كلنا نكره هذه الحالة-

 
 


ليست رياضة سهلة.. وهذا سر جمالها

قد تعتقد من كلامي انها رياضة صعبة ومعقدة، وعشان اكون صريح معك هي نعم كذلك، بل هذا الي يميزها وكان السبب وراء شغفي وممارستي لها، وبطبيعة شخصيتي أميل للرياضات عالية الحدة -مثل تشجيع الاتحاد-

لعبة صامتة وهادئة من الخارج.. لكن من الداخل؟ معركة ذهنية تتطلب هدوء وتركيز لحظي

وكأنها حرب مستمرة لفترة طويلة.

وهذا شي يعلمك كيف تركز على ما يهم فعلًا وتبعد عقلك عن الضوضاء والمشتتات

مثل ما يقول الفنان أبو نورة: الصعب هلّا قلت يا صعب سهلَا!

 
 

السر الذهبي: المرونة الذهنية

خسارة نقطة لا تعني خسارة مباراة

بمجرد خسارتك للنقطة، تعيد برمجة عقلك بسرعة، تنسى ما فات، وتتجهز للنقطة التالية وتتصرف و لا كأنك خسرت نقطة قبل ثواني وتحمل نفسك الخطأ اكثر مما تستحق

وهذا المبدأ احاول أنقله الى حياتي العملية.. ففشل صفقة؟ تأخر مشروع؟ ليست نهاية العالم

مجرد نقطة في رحلة..

الأسطورة روجر فيدرر صرّح أنه فاز فقط في 54٪ من الكرات الحاسمة الي لعبها طوال مسيرته، والباقي كانت أخطاء من الخصم.. ومع ذلك، فاز في أكثر من 80٪ من المباريات خلال مسيرته

وكان دائما يتحدث عن القوة الذهنية، وليس الكمال في اللعبة.

فاصل ماله داعي: اسطورتي المفضلة في اللعبة هو نوفاك دجوكوفيتش “نولي”، وفي الجيل الحالي أميل إلى البطل الإيطالي يانيك سينر..عنده قدرة عجيبة في التحكم بالقوة الذهنية والمشاعر!

على قولة الايطاليين 🇮🇹 Dai Dai Sinner!!


التركيز العميق

اجمل ما في ممارسة رياضة التنس انها تجبرك تكون حاضر في اللحظة وتركز في “الآن” فقط، وما يكون عندك وقت تفكر في النقطة السابقة والجاية

هذا الشي يساعدني اوصل لحالة التركيز العميق، بالتأكيد ما أدعي اني مثالي -زملائي بالعمل بتجيهم جلطة- لكن دائما اذكر نفسي بأن Progress over Perfection


وأخيرًا..

لماذا التنس؟

فكرة انها تجمع بين التدريب الذهني والبدني في نفس الوقت، راح تمنحك لياقة بدنية قوية، لكنها في الخفاء تبني لياقة ذهنية أقوى.. تركيز عميق، تجنّب للضوضاء

عن نفسي انظر لها كنظرة شاملة تمتد إلى خارج الملعب يصل تأثيرها الى أصغر تفاصيل حياتنا، وأعتقد ان هذا هو المفهوم الصحيح للرياضة بشكل عام.

الهدف منها هو تكوين نمط حياة، بدلًا من كونها مجرد رياضة مقتصرة على ساعة معينة

بالنسبة للرياضات الذهنية المعروفة مثل الشطرنج، البازل، حل الألغاز.. جميعها تعطي فوائد رائعة، لكن كمحمد أفضل المزيج من المجهود البدني والذهني

 

أول شخص علمني العب تنس

ومن هذا المنبر أعبر عن امتناني لأول شخص علمني العب تنس: محمد رشدي.. تحياتي لك يا كوتش

 

في حال كنت مهتم اكثر بالتنس لا تفوتك مقابلة نوفاك دجوكوفيتش، تحدث فيها عن تفاصيل رائعة لها علاقة بالرياضة والحياة بشكل عام:

https://www.youtube.com/watch?v=QoAoefT3VJc&t=27s

يوم سعيد

Previous
Previous

How Studying Actuarial Science Helped Me Become an Investment Analyst

Next
Next

Inside the VC Mind: What Founders Don’t See but Should Know